وجود الأطفال في الأسرة يمنحها القوة والترابط، ومن أجل الحفاظ على قوة هذه العلاقة وترابطها مع الأطفال يتوجب على الوالدين قضاء وقت فردي مع كل طفل من الأطفال على حدى.
لذلك فالدور الذي يلعبه الوالدين في حياة أبناءهم يعتبر مهما، فكل واحد منهما له مكانة خاصة، ولا يمكن لأحد منهما أخد مكانة الأخر، خاصة مكانة الأب لأن مشاركة الأب في تربية الاطفال بشكل كثيف في سنينهم الاولى، يساهم في تعزيز قدرات الطفل على كافة الأصعدة.
لذا نجد ان أغلبية الدراسات التي بنيت على نسبة ذكاء الطفل، سلطت الضوء على تأثير قضاء الأباء الوقت مع أبناءهم خاصة على صحتهم النفسية، اذ كان يطلب من الأباء قضاء وقت أكثر من المعتاد مع أبناءهم في الأشهر القليلة الأولى من حياتهم، خاصة أن هذا الامر يعزز من مستوى الذكاء لديهم، اذ كان يخلص الباحثون الى ان وجود الأب يساهم في بناء شخصية قوية وأكثر ذكاء من الطفل دون غيره.
وهذا ما أكدته الدراسة البريطانية التي نشرت نتائجها مؤخرا في صحيفة « ديلي تليجراف » قائلة « الطفل الذي يقضي وقتا أطول مع الأب يستمتع بدرجات عالية من الذكاء وقدرات ومهارات أفضل من نظيره الذي يفتقد دور الأب ويقتصر في تربيته على الأم فقط.
وبحسب أكادميو « جامعة نيوكاسل » البريطانية الذين قاموا بهذا الدراسة، والتي أجريت على 11ألف حالة من النساء والرجال البريطانيين الذين ولدوا سنة 1958، فان الأطفال الذين يقضون مع آبائهم الرجال وقتا طويلا، ويشاركونهم أنشطتهم وألعابهم، يتمتعون بصحة عقلية أفضل وذكاء أكبر، ولديهم قدرة أكثر على التفاعل الاجتماعي مقارنة بأولئك الذين حظوا باهتمام أقل، كما تتحسن لديهم الأفاق في المستقبل.
والجدير بالذكر أن العلاقة الايجابية تنتج من درجة مشاركة الأباء لأطفالهم باللعب مقابل الذين لم يلعبوا مع اطفالهم، والأباء الذين يحملون توقعات ايجابية تجاه حياة أبناءهم هم الذين يتحلون بصحة أفضل مدى الحياة.
فاطمة الزهراء عيار